التيفويد: طرق العدوى،الأعراض، العلاج، الوقاية
التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي
* تيفويد – Typhoide:
تيفويد أو حمى التيفود أو التيفود هي عدوى يتسبب فيها بكتريا "سالمونيلا تيفى – Salmonella typhi".

ويَندُر وجود هذا المرض كلما غاب التلوث فى المياه والأطعمة، فعدوه الأول النظافة ووجود نظام صحي عالٍ بالمكان، لذا مازالت عدوى التيفويد حالة طبية خطيرة تهدد حياة الإنسان فى الدول الفقيرة.

وحمى التيفود (Fièvre typhoide) تنتشر من خلال الغذاء والماء الملوث، أو من خلال الاتصال المباشر أو عن قرب بالشخص المصاب ببكتريا التيفود.
علامات التيفود وأعراضه عادة ما تشتمل على:
- ارتفاع عالِ فى درجة الحرارة.
- صداع.
- آلام بالبطن.
- الإصابة بإمساك أو إسهال.

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

عند تلقى العلاج من المضادات الحيوية، فإن غالبية الحالات المصابة بالتيفود تتحسن حالتها فى خلال أيام قليلة، ونسبة صغيرة هى التي تتعرض للموت لإصابتها بمضاعفات المرض.
التطعيمات الوقائية ضد مرض التيفود متاحة، لكنها فعالة بشكل جزئي. وتكون مخصصة أكثر للأشخاص التي تكون عرضة للإصابة بالبكتريا أو التي تسافر إلى أماكن منتشر فيها التيفود.
على الرغم من أن الأطفال – فى بعض الأحيان – قد تظهر عليها الأعراض فجأة، إلا أن العلامات والأعراض تتطور تدريجياً. غالباً ما تظهر الأعراض فى خلال أسبوع إلى ثلاثة بعد التعرض للبكتريا، فى بعض الحالات قد تطول المدة و لا يظهر المرض إلا بعد مرور شهرين من التعرض والإصابة بالبكتريا.

* كيفية حدوث المرض؟
بعد أكل الطعام أو شرب الماء الملوث، تخترق بكتريا السالمونيلا الأمعاء الدقيقة وتدخل في تيار الدم ثم تحمل بواسطة كرات الدم البيضاء للكبد والطحال والنخاع.
وفى هذه المرحلة تتكاثر البكتريا في خلايا هذه الأعضاء ثم تعود مرة أخرى إلى تيار الدم منها تبدأ الأعراض بالحمى والحرارة وفى هذه المرحلة تتواجد البكتريا في الدم. ثم بعد ذلك تهاجم البكتريا المرارة والقنوات المرارية والغدد الليمفاوية الخاصة بالأمعاء ثم تتكاثر بأعداد كبيرة جداً ثم تتجه إلى الأمعاء. ويمكن في هذه المرحلة اكتشاف البكتريا عند عمل مزرعة للبراز في المعمل.

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

* أعراض التيفود:
1- المرحلة الأولى:
بمجرد ظهور الأعراض، فسوف يمر الشخص بالعلامات التالية:
- سخونة مرتفعة جداً، بحيث تصل درجة حرارة الجسم إلى 39 أو 40 درجة مئوية .
- صداع.
- ضعف وإرهاق.
- احتقان فى الحلق.
- آلام فى البطن.
- إسهال أو إمساك.
- طفح.
غالباً ما يظهر على الأطفال الإسهال، فى حين أن الكبار البالغين يصابوا بالإمساك الحاد.
خلال الأسبوع الثاني، قد تظهر علامات من الطفح المتمثل فى صورة بقع صغيرة مسطحة لونها وردى على المنطقة السفلية من الصدر وأعلى البطن، وهذا الطفح مؤقت وعادة ما يختفي فى خلال 2 – 5 أيام.
2- المرحلة الثانية:
إذا لم يتلقى الشخص علاج للتيفود، فسوف يدخل فى المرحلة الثانية من المرض والتي تظهر عليه علامات المرض الحاد ويعانى من التالى:
- استمرار فى درجة الحرارة المرتفعة.
- فقدان كبير فى الوزن.

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

- بطن منتفخة.
- إما إسهال يشبه لون حساء البسلة وقوامها، أو إمساك حاد جداً.
3- مرحلة التيفود:
فى الأسبوع الثالث:
- يصبح المريض فى حالة من الهذيان بسبب السخونة الشديدة.
- يبقى بدون حراك، وفى حالة إعياء وتعب مع غلق العينين بشكل جزئي (شبه مفتوحة) وهنا تسمى بحالة التيفود.
- ظهور مضاعفات تهدد حياة الشخص فى هذه المرحلة.
4- المرحلة الرابعة (تحسن الحالة):
قد تتحسن الحالة ببطء فى الأسبوع الرابع، وتنخفض درجة حرارة المريض تدريجياً حتى تعود إلى معدلاتها الطبيعية فى الأسبوع الخامس أو حتى مرور (10) أيام، أما الأعراض تختفي بعد انقضاء أسبوع من اختفاء السخونة كلية.

* طرق العدوى بحمى التيفود:
المتسبب فى إصابة الإنسان بالتيفود هى بكتريا "سالمونيلا تيفى"، وهى ليست نفس البكتريا المسئولة عن العدوى الخطيرة التي تصيب الأمعاء (Salmonellosis).
- مسار البراز – الفم:
البكتريا التي تسبب التيفود تنتقل من خلال الطعام أو الماء الملوث بها، وأحياناً من خلال الاتصال المباشر بالشخص المصاب بالعدوى.

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

فى البلدان الفقيرة حيث انتشار مرض التيفود، فإن غالبية حالات الإصابة تكون بسبب شرب الماء الملوث وغياب نظام الصرف الصحي، أو عند السفر إلى أماكن منتشر بها وباء التيفود حيث يتم نقله عن طريق "مسار البراز – الفم".
وتفسير هذا المسار على النحو التالى: بكتريا التيفود تكون فى البراز وأحياناً فى بول الشخص المصاب بها، ويتم انتقال العدوى لشخص سليم من خلال تناول هذا الشخص لطعام أعده الشخص المصاب بالتيفود ولم يقم بغسل يديه جيداً بعد دخوله دورة المياه. كما أنه من الممكن أن يصاب الشخص عن طريق شرب الماء الملوث بالبكتريا.
- حاملي بكتريا التيفود:
حتى بعد تلقى العلاج بالمضادات الحيوية، فإن عدد صغير من الأشخاص التي تتماثل للشفاء من هذه الحمى يظلوا فى الغالب حاملين للبكتريا فى أمعائهم أو فى المثانة لعدة أعوام، ويطلق عليهم هنا "بحاملي المرض المزمن". حيث تخرج البكتريا فى البراز أثناء قيامهم بعملية الإخراج وبالتالى يعرضوا الآخرين للعدوى على الرغم من أن الأعراض وعلامات المرض لم تعد ظاهرة عليهم.

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

* تزايد احتمالات الإصابة:
تظل حمى التيفود مصدر للخطر يهدد حياة الإنسان وخاصة فى البلدان النامية حيث يصاب أكثر من 12 مليون شخص سنوياً، ونجد أن هذا المرض منتشر فى الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وغيرها من المناطق الأخرى المتعددة.
وعلى مستوى أنحاء العالم، نجد أن الأطفال هم الذين تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالتيفود على الرغم من أن الأعراض تكون حدتها بسيطة عن تلك التي تظهر على الكبار عند الإصابة.
وتزداد احتمالات تعرض الإنسان للعدوى، فى حالة:
- العمل أو السفر إلى الأماكن التي تنتشر فيها بكتريا التيفود.
- الاتصال المباشر أو عن قرب بشخص مصاب بحمى التيفود، أو شخص تم شفائه مؤخراً من حمى التيفود.
- ضعف فى الجهاز المناعي بسب تناول أدوية مثل"الكورتيكوستيرويد" أو أمراض مثل الإيدز.
- شرب الماء الملوث بالصرف الصحي والذي يحتوى على بكتريا "سالمونيلا تيفى".

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

* الاختبارات والتشخيص:
- التاريخ الطبي وأماكن السفر:
يشك الطبيب فى احتمالية إصابة الإنسان بحمى التيفود معتمداً على الأعراض وعلى التاريخ الطبي للشخص والأماكن التي قام بالسفر إليها. لكن التشخيص عادة ما يُؤكد باكتشاف بكتريا التيفود فى مزرعة للدم أو أية أنسجة أو سوائل أخرى بالجسم.

- مزرعة للدم أو مزرعة لأية سوائل أو أنسجة أخرى بالجسم:
بالنسبة للمزرعة يتم أخذ عينة صغيرة من الدم أو البول أو البراز أو نخاع العظام ويتم وضعها فى وسيط خاص يشجع على نمو البكتريا وتترك لمدة 48 – 72 ساعة.
يتم فحص المزرعة تحت الميكروسكوب لوجود بكتريا التيفود.
ومزرعة نخاع العظام هى أكثر الأنواع حساسية لاكتشاف حمى التيفود.

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

- اختبارات الأجسام المضادة والجينات المضادة:
قد يوصى الطبيب بإجراء اختبارات أخرى لتشخيص حمى التيفود مثل:
أ- اختبار الأجسام المضادة:
يتم التأكد فى هذا اختبار من الأجسام المضادة لبكتريا التيفود، والأجسام المضادة هى بروتينات يقوم الجهاز المناعي بإنتاجها استجابة لأية مواد ضارة (مضادات الجينات).
وكل جسم مضاد هو متفرد ويدافع عن الجسم ضد أية مضادات للجينات فردية.
ب- اختبار (Enzyme-linked immunosorbent assay):
اختبار الدم هنا يقوم بالبحث عن جينات مضادة خاصة ببكتريا التيفود. ومضاد الجين هى أية مواد مثل فيروس أو بكتريا أو سم أو بروتين غريب يحفز الجهاز المناعي لكى يصدر استجابته. وهذا الاختبار من الممكن أن يحدد ما إذا كان الشخص حامل للمرض أم لا، لكنه لا يحدد ما إذا كانت العدوى بكتريا نشطة أم لا.

* مضاعفات التيفود:
- نزيف من الأمعاء أو ثقب بها:
من أقصى مضاعفات مرض التيفود حدة حدوث نزيف من الأمعاء أو ثقب بها، ويظهر فى الأسبوع الثالث من الإصابة بالمرض.
ما يقرب من 5% من الأشخاص المصابة بالتيفود تعانى من هذا العرض.
غالباً ما يتم التوصل إلى نزيف الأمعاء واكتشافه بواسطة الانخفاض المفاجئ فى ضغط الدم والتعرض للصدمة وهذا يعقب ظهور الدم فى البراز.
يحدث الثقب فى الأمعاء الدقيقة أو الغليظة مسبباً تسرب محتويات الأمعاء فى تجويف البطن، والتحفيز على ظهور بعض الأعراض الأخرى مثل الآلام الحادة فى البطن، الغثيان، القيء، عدوى بالدم (التسمم الدموي).
وهذه الحالة الطارئة تهدد حياة الشخص مما تستدعى الرعاية الطبية الفورية.

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

- مضاعفات أخرى أقل فى الشيوع:
من المضاعفات الأخرى المحتمل ظهورها، قد تتضمن على التالى:
- التهاب فى عضلة القلب.
- التهاب رئوي ..
- التهاب البنكرياس.
- عدوى الكلى أو المثانة.
- عدوى العمود الفقري.
- عدوى والتهاب أغشية المخ والسوائل المحيطة به وبالحبل الشوكى (الحمى الشوكية).
- اضطرابات نفسية مثل الهلوسة والهذيان.
لكن بالعلاج الفوري يتم تجنب كل هذه المضاعفات من الحدوث.

* العلاج:
العلاج بالمضادات الحيوية هو العلاج الوحيد الفعال فى علاج حمى التيفود (التيفويد)

أ- المضادات الحيوية الشائعة:
يتم وصف (Ciprofloxacine) للكبار غير الحوامل، أما المرأة الحامل والأطفال فغالباً ما يوصف لهم حقن (Ceftriaxone) لأن الدواء الأول مرتبط ببعض الأعراض الجانبية التي تظهر على الأطفال والسيدات الحوامل.

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

باستخدام هذه المضادات الحيوية على المدى الطويل ينجم عنها سلالة من البكتريا مقاومة للمضاد الحيوي.
ب- العلاج التدعيمى:
من خطوات العلاج الأخرى التى تخفف من حدة الأعراض:
- شرب الوفير من السوائل، فهذا يساعد على عدم التعرض للجفاف الناتج من السخونة والإسهال الذي يصاب به الإنسان لفترة طويلة من الزمن. وإذا تعرض المريض للجفاف فهو بحاجة إلى تلقى السوائل من خلال الوريد فى الذراع.
- تناول الغذاء الصحي المتوازن، تناول الوجبات العالية فى نسبة سعراتها الحرارية لكن ليس بكميات كبيرة، تعوض الجسم عن الفاقد من المواد الغذائية أثناء فترة مرض الشخص.

ج- الجراحة:
ومن الممكن إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة لأنها المكان المزمن للمرض في الجسم، ومن الممكن بهذه الوسيلة علاج حاملي المرض المزمن إلى جانب المضادات الحيوية.


* الوقاية:

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي


1- غسيل الأيدي جيداً:
غسيل الأيدي المتكرر هى الطريقة الوحيدة الفعالة للوقاية من العدوى بالأمراض. الحرص على نظافة الأيدي باستخدام الماء الساخن والصابون قبل تناول الطعام أو قبل إعداده وبعد استخدام دورة المياه، إن لم يكن الماء والصابون متوافران يتم استخدام المطهرات الكحولية.

2- تجنب شرب المياه غير المعالجة:
فالمياه الملوثة تعتبر مسئولة بشكل كبير عن إصابات التيفود، وفى المناطق التي تنتشر بها بكتريا التيفود لابد من الابتعاد كلية عن الماء المعالج وشرب المياه المعدنية أو المياه المعدنية التي تحتوى على كربونات، مع مسح الزجاجة والغطاء جيداً قبل شرب المياه من الزجاجة.

التيفويد: الأسباب،الأعراض، العلاج، الوقاي

3- تجنب الخضراوات والفاكهة النيئة:
أولا لأنه تم سقايتها بالماء الملوث، وثانياً لأنها تُغسل بالماء الملوث من الصنبور، والأفضل تقشيرها أو عدم تناولها فى صورتها النيئة.

4- اختيار الأطعمة الساخنة:
تجنب الأطعمة المخزنة فى درجات حرارة الغرفة، وبدلاً منها تناول الأطعمة الساخنة. تجنب شراء الأطعمة من الباعة الجائلين بالمثل.

5- لتجنب نقل العدوى للآخرين:
إذا كان الشخص مريضاً بالتيفود وتم شفائه مؤخراً، لابد من إتباع الخطوات التالية لوقاية الآخرين من الإصابة بالعدوى:
أ- غسيل الأيدي تكراراً:
غسيل الأيدي جيدا بالماء الوفير الساخن برغاوى الصابون لمدة 30 ثانية على الأقل (الغسيل الجيد) وخاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام دورة المياه.

ب- تنظيف أدوات المنزل يومياً:
تنظيف المراحيض، مقابض الأبواب، سماعات التليفون، صنابير المياه مرة واحدة على الأقل فى اليوم بمنظف أو مناديل ورقية أو قطعة قماش يتم التخلص منها بعد الانتهاء من عملية التنظيف.

ج- تجنب التعامل مع الطعام:
والمقصود تجنب إعداد الطعام للآخرين، حتى يقر الطبيب بأن الشخص لم يصبح ناقلاً للعدوى. وإذا كان الشخص يعمل فى إحدى محال الأطعمة أو يقوم بتقديم الرعاية الطبية للآخرين فعليه عدم العودة للعمل حتى يسمح الطبيب له بذلك وأنه لم يعد حاملاً للبكتريا التي تخرج فى البراز أو البول حتى لا تنتقل إلى غيره.

د- بقاء الأدوات الشخصية للمريض بعيدة عن أدوات الأصحاء:
مثل المنشفة، أدوات تناول الأطعمة، وأن يستخدمها الشخص بمفرده. كما يتم غسيلها بالماء الساخن والصابون. أما الأدوات الملوثة بشكل كبير يتم تركها فى محلول مطهر أولا ثم غسلها بالماء الساخن والصابون.

جميع الحقوق محفوظة المؤسسة ع ص ج | مقرة                                                                                                                                                                                                                                                                       تطوير DrALILI | 2024